في الطريق السريع إلى مدينة بوكا راتون بولاية فلوريدا، حيث تُعقد المناظرة النهائية بين المرشحين الرئاسيين باراك أوباما وميت رومني، توجد لافتتان كبيرتان تظهران الرئيس أوباما وهو ينحني أمام رجل في زي عربي كامل.
لا يمكنني بالطبع أن أحدد من دفع مقابل هاتين اللافتتين، لكنهما تمثلان جزءا من حملة رومني التي تزعم أن أوباما قد جعل أمريكا ضعيفة في العالم.
روابط ذات صلة
أوباما ورومني يتبادلان النكات في حفل عشاء
أوباما ورومني والسياسة الخارجية
رومني: اوباما بلا برنامج يؤهله لإعادة انتخابه
موضوعات ذات صلة
الولايات المتحدة
ويخبرني مستشارو الرئيس أوباما أنه إذا تولى رومني رئاسة البلاد فإنه قد يواجه بعض العثرات وقد يدخل أمريكا في حروب جديدة.
ومن المتوقع أن تكون هذه المناظرة، التي سوف تتركز على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، أكثر سخونة من المناظرتين السابقتين.
لكن هؤلاء الذين يعولون على أن تكون المناظرة النهائية "فاصلة" في تحديد اتجاه تصويت الناخبين قد يتجاوزون بذلك الواقع، لأن أغلب الأمريكيين يولون اهتماما أكبر بالشأن الاقتصادي.
وأشار أحدث استطلاع للرأي إلى أن السباق إلى البيت الأبيض أصبح ساخنا جدا، فأي فرصة ستتاح أمام أحد المرشحين لكسب للتقدم على غريمه ستكون فرصة مهمة بالطبع لتحديد النتائج النهائية.
ويشير استطلاع مشترك لصحيفة وول ستريت جورنال وشبكة "ان بي سي" الأخبارية إلى وجود احتمال أن ينقسم الناخبون بشكل متساوٍ بين المرشحين، لدرجة أن يحصل رومني وأوباما على 47 في المئة لكل منهما.
السياسة الخارجية
هناك اعتقاد عام بأن أوباما ينبغي أن يتميز في هذه المناظرة التي تتعلق بالسياسة الخارجية، فعلى كل حال، هو الرئيس الحالي، الذي وإن كان حديث العهد بهذا الشأن حينما جاء إلى السلطة، فقد أصبحت لديه الآن خبرة واسعة.
وكانت أول زيارة خارجية لرومني كمرشح كارثية ووصفت تصريحاته "بغير المدروسة" لكن وعده بأن تصبح أمريكا أقوى قيادة على المستوى الخارجي، ونقده للرئيس أوباما بأنه ضعيف يكسبه قوة بين مؤيديه.
ويتفق كثير من الجمهوريين على أن الرئيس أوباما فشل في قيادة البلاد بشكل صحيح لكن اقناع الآخرين بذلك في مناظرة يكون فيها الرئيس طرفا بنفسه قد يكون صعبا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أوباما حريص على أن يظهر اهتمامه الشديد بالأمن القومي، فهو يتباهى كثيرا بالقضاء على أسامة بن لادن، وعلى إضعاف تنظيم القاعدة.
كما أنه يقول إنه أعاد بناء صورة أفضل لأمريكا في العالم بعد عهد بوش، وإنه أنهى حربين كانت تخوضهما بلاده.
بينما يدين رومني الطريقة التي تعامل بها أوباما مع الثورات التي اجتاحت العالم العربي، ويقول إن أوباما قد تخبط في التعامل مع مصر وليبيا، وفشل في تقديم دعم قوي للمعارضة في سوريا.
وربما يقدم له حادث مقتل السفير الأمريكي في بنغازي قوة إضافية في المناظرة الأخيرة، لكنه سيعود كذلك لاتهاماته التقليدية للإدارة الحالية.
وسوف يتابع العالم هذه المناظرة عن كثب، ويأمل العديد من الحلفاء أن يكون الخطاب الصارم لرومني أكثر من مجرد كلمات قوية في حملة انتخابية لا تعبر عن الطريقة التي سيتصرف بها إذا فاز بالمنصب.
ولكن هنا في أمريكا، سيتعلق الأمر كثيرا بشخصية المرشح ومن سيكون أكثر جدارة في الظهور بمظهر القائد الحقيقي.[left]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]